مقدمة:
الحمد لله رب العالمين نحمده ونستعينه ونتستهديه من يهدي الله فلا مضل له،
ومن يضلل فلا هادي له والصلاة والسلام على خير خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله
وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله
الذي جعل لنا من العلم نورا نهدي به و بعد.
موضوع البحث:
كان
حلم حياتي أن أكتب بحثاً عن جانب الاقتصاد
الذي اصبح الآن هو أساس لتطور وتقدم الأمم. ويفترض أن تكون امتنا الإسلامية قائدة
بين الامم لما سخر الله لها من سبل التقدم والازدهار. وينفرد الإسلام كمنهج للحياة بتأسيس
عقائده وواجباته وكل شرائعه على أساس الخضوع المطلق لله تعالى، الخالق والمتصرف
في الكون . فالعقائد والعبادات بكل أشكالها والأحكام يجب أن تبين مطلق العبودية
والخضوع لله. كما يوائم بين النواحي الدينية والدنيوية بشكل فريد ومتناسق. وهذاجعل
الإسلام ديناً شاملا دائماً وكاملاً، بل نظاما للحياة ومنهاجاً للبشريه .وهو في هذا جزء من النظام الكوني الرباني ، الذي
أراده الله للحياة متناغما لا عوج فيه .من هناحددت الشريعة ملامح النظام
الاقتصادي الإسلامي بشكل واضح وجلي، وفق أصول مبنية على أسس أخلاقية
واجتماعية سليمة ومتينة، من أهمها أن الله هو المالك المطلق للثروة.قال تعالى :
:(وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ
اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) (1).
تبين الآية السابقة أن الله هو المالك الحقيقي للمال الذي يعتقد الإنسان أنه
ملكه. علماً بأن الله أشار إلى ملكية الإنسان لهذا المال وذلك إرضاءًا للطبيعة البشرية
فيما يتعلق بحب الملكية. قال تعالى:
( وَإِن
تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ) (2).
والإنسان خليفة الله في الأرض والقيم عليها.لقد خلق الله عز وجل الكون وما فيه إكراماً لخليفته في
الأرض وإعماراً لها. وجعله أكرم مخلوق واشترى عز وجل منه نفسه وماله بأن له الجنة.قال تعالى)
: إن اللَّهَ اشْتَرَى
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم
بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) (3)
تكريم الإسلام لأصحاب المال والأغنياء الصالحين.تشمل القيم الخيرة التي يدعو إليها الإسلام في شتى
مجالات الحياة. فليس هناك فصل بين أعمال المسلم الدينية والدنيوية. بمعنى، أن أي عمل
دنيوي له طابعة وهدفه الروحي الإسلامي، مادام منسجماً مع الأهداف والغايات النبيلة
التي يدعو إليها الإسلام. بل إن هذه القيم تحكم حتى النظام الاقتصادي في الإسلام. ومن هذه الغايات و الأهدفالرفاهية الاقتصادية
بلا إسراف. والتوزيع العادل للدخل والثروة
ضمن الضوابط الشرعية، وحرية الفرد ضمن مصلحة الجماعة. والعدالة والأخوة الإنسانية.ولعل مجال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)
سورة النور: آية 33 .
(2)
سورة محمد: آية 36.
(3)
سورة التوبه :آية 111.